يوجد في العراق الاف من النخل، وقد تأثر بعوامل أدت إلى تدهوره بشكل كبير منها عوامل الحرب والجفاف الذي حل ببلاد الرافدين خلال الفترة الماضية.
وتحاول المؤسسات في العراق انقاذ النخيل الذي أصبح “يموت وهو واقفاً” نتيجة الظروف المذكورة سلفاً، ويحاول المسئولين الحفاظ على هذه الشجرة التي تعدّ رمزاً وطنياً وتطوير زراعتها التي تعود إلى قرون مضت، وكانت في وقت من الأوقات مهدّدة.
وشكّلت النزاعات المتكررة التي ألّمت بالبلاد بدءا بالحرب بين إيران والعراق حرب تحرير الكويت وغزو العراق عام 2003 التهديد الأبرز للنخيل، لكن التحديات البيئية والحاجة إلى إحداث نقلة نوعية بالقطاع تفرض نفسها اليوم.
وهناك تحدي كبير يواجه العراق فعلى الرغم من ضخامة المشروع الذي تديره وتموله مؤسسة عراقية محلية.
وكان العراق في الماضي يضم 30 مليون نخلة وينتج أكثر من 600 نوع من التمر، ويعتبر التمر ثاني أكبر منتج يصدّره العراق بعد النفط، ويدر سنوياً على البلاد 120 مليون دولار بحسب البنك الدولي.
وبدأت “العتبة الحسينية”،المؤسسة الدينية البارزة في كربلاء، مشروعاً ضخماً للحفاظ على النخيل.
ويجري ري النخل بالتنقيط وتزود بالمياه من أحد فروع نهر الفرات و10 آبار، خلافاً للطريقة التقليدية للريّ التي تقضي بغمر التربة بالمياه، وذلك لأن العراق يواجه موجةً من التصحر والجفاف.
ويقول المهندس الزراعي علاء البدران: ” انخفض عدد أشجار النخيل في المنطقة من ستة ملايين ، قبل الحرب العراقية الإيرانية ، إلى أقل من ثلاثة ملايين اليوم”، وأضاف أن تملح مياه شط العرب والأرض يشكل تحديًا أكبر.
يقول أحمد العوض ، الذي كانت عائلته تمتلك 200 نخلة في المنطقة ولكن لم يتبق منها سوى 50 شجرة: “الحل سيكون أنظمة الري بالتنقيط وتحلية المياه. لكن هذا قد يكون مكلفًا”.
وقال هادي الياسري المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية: “في السنوات العشر الماضية انتقلنا من 11 مليون نخلة إلى 17 مليون نخلة”.
تم إطلاق برنامج حكومي لإنقاذ أشجار النخيل في عام 2010 ، لكن بعد ثماني سنوات تم تأجيله بسبب نقص الأموال ، كما يقول الياسري، لكنه يتوقع إعادة إطلاقها ، حيث من المقرر إدراج أموال جديدة في ميزانية الحكومة المقبلة.
